توقع (سقوط المطر) بين علم الله والعلم الحديث
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ:
منقول من صفحة العلم يؤكد الدين على فيسبوك:
نص الشبهة:
يدعي بعض الملحدين أن تقدم العلوم والتكنولوجيا وإختراع أدوات القياس الحديثة, هو دليل على أن العلم قد تغلب على علم الله تعالى ,وأن تقدم هذه العلوم الدنيويه يثبت بأن القرآن كتاب بشري وينفي فكره وجود إله, وغيرها من الإدعاءات السخيفه, ومشكله بعض الملحدين العرب تحديدا هو أنهم لا يقرأون ولا يتثقفون, ولذلك نجدهم يطعنون في القرآن والأحاديث بسبب قصور الفهم عندهم.
والآيه التي يطعن بها الملحدون ويقولون أن العلم أثبت عدم وجود الله هي الآيه 34 من سورة لقمان:
(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
وقد جاء نفس معنى الآيه في الحديث المروي في صحيح البخاري عن إبن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام, أنه قال:
"مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله -تعالى
والإشكال عند الناس هو تحديدا في آيه ( وَيُنَزِّلُ الْغَيْث و آيه يَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ), فيسأل الملحد:
كيف يقول الله أنه ينزل الغيث ونحن اليوم صرنا قادرين على أستمطار السحب وتوقع هطول المطر؟
وكيف يقول الله أنه يعلم ما في الأرحام ونحن اليوم بإمكاننا أن نعرف جنس الجنين بإستخدام أجهزة التصوير ؟
وللإجابه عن هذه الإدعاءات وتلقين الملحد درسا لكي يتوقف عن الكذب، فنقول ما يلي:
أولا : بالنسبه لآيه (وَيُنَزِّلُ الْغَيْث) : هل صحيح أن العلم الحديث لا يزال عاجزا حتى اليوم عن التنبأ بشكل دقيق بوقت سقوط الأمطار؟
الجواب نعم, لأن سقوط الأمطار هو عبارة عن علم يقوم على الإحتمالات أو توقع حدث في زمن معين, وهو يرتكز على تعريف علمي يسمى Probability of precipitation أو ( إحتماليه سقوط الأمطار) , وهذا التعريف العلمي يستخدم معادلات رياضيه مبنيه على كلمات تعطي معنى عدم الجزم بصحه الحدث, مثل كلمه ( likelihood ) وتعني إحتمال بالعربيه, وكلمه (Chance ) وتعني فرصه بالعربيه.
وبالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصلنا إليه اليوم, لم يستطع أحد أن يتوقع هطول الأمطار بنسبه 100% في أي مكان في العالم, والدليل على هذا الكلام هو التقرير الصادر عن شركه ( Forcast watch ) لسنه 2016, وهي شركه عريقه وموثوقه وتقوم بعمل تقييم سنوي لمحطات الأرصاد الجويه والنشرات الجويه في مختلف الإذاعات, وتحسب مدى مصداقيتها في توقع هطول المطر والتنبأ بحاله الطقس, وقامت الشركة بتحليل بيانات 143 مليون نشرة جويه على مستوى العالم خلال فترة أربع سنوات ونشرها في تقريرها السنوي.
ففي الصورة المرفقه رقم ( 1) المأخوذه من التقرير السنوي المنشور على موقع الشركه على الإنترنت, نرى أن هذه الشركه بعد أن إنتهت من تحليل بيانات النشرات الجويه لمختلف الإذاعات والمناطق , قامت بترتيب أفضل إذاعات النشرات الجويه وأكثرها دقه والموثوقه عند الناس على مستوى في العالم ,وجاءت هذه الإذاعات على الترتيب التالي:
The Weather Channel
Weather Underground
AccuWeather
MeteoGroup Foreca
Intellicast
Dark Sky
World Weather Online
وكما نلاحظ في الصورة المرفقه رقم (1) مرة أخرى, فإن قناه ( the weather channel ) التي إحتلت المركز الأول على مستوى العالم كأكثر إذاعه موثوقه ودقيقه في تنبئاتها لحاله الطقس, لم تزد دقه توقعها لحاله الطقس عن 76.18% على مدى أربع سنوات!!!
ماذا يعني هذا الكلام بلغه الرياضيات؟
يعني أن من بين كل 100 نشرة جويه تقدمها هذه الإذاعه, جاءت 76 نشرة جويه فقط صحيحه أو يتطابق فيها التنبؤ مع الواقع والباقي خطأ.
بل إن بعض إذاعات النشرات الجويه وصلت فيها دقه التنبؤ الى 58.79%, ومع ذلك فهي مصنفه أيضا على أنها افضل إذاعات النشرات الجويه في العالم كما يظهر في الصورة المرفقه!!!
وهذا يثبت أنه وبالرغم من كل التقدم التكنولوجي الذي وصلنا له اليوم وإستخدام افضل وأدق أجهزة القياس في العالم, وإنتشار المراصد الجويه الحديثة في معظم دول العالم , لم نستطع أن نصل الى نسبه 100% في توقعنا لحالة الطقس, وهذا التقرير لوحده كافي لإثبات أن وقت نزول المطر ومكانه هو من إختصاص الله عز وجل.
ولذلك نسمع في نشرات حاله الطقس بالعربيه والإنجليزيه عبارات مثل ( يتوقع هطول أمطار ....) والتي هي أعتراف صريح من البشر بإن هذه العلم هو من إختصاص الله وحده.
في المرة القادمه, عندما تسمع ملحد يطعن في هذه الآيه, فأعطيه هذا المقال لكي يصحو من حالة الموت السريري التي أصابت دماغه.
وإذا اراد الملحد أن ينكر وجود الله, فاطلب منه أثبات وجود محطه إذاعيه أو إخباريه تصل دقه تنبئها لحاله الطقس الى 100%.
والصلاة والسلام على رسول الله
