الرد على شبهة زواج القاصرات في الإسلام
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ:
منقول من صفحة العلم يؤكد الدين على فيسبوك:
إن الإسلام لم يحدد سنا معينا للزواج؛ و ذلك لاختلاف أحوال و ظروف كل زمان عن غيره و كل مكان عن غيره، و إنما وضع الله لنا قواعد صالحة للتطبيق في كل زمان و مكان و من ذلك :
قوله تعالى : "و ابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح"
أي بلغوا سن الزواج المتعارف عليه في زمانكم و مكانكم.
و قول الرسول صلى الله عليه و سلم : " لا ضرر و لا ضرار" أي إن كان هذا الزواج سيضر الزوجة سواء نفسيا أو جسديا فلا يجوز شرعا.
و قد جعل الإسلام الحق كل الحق للمرأة في الموافقة على زوجها أو رفضه و لا يجوز إكراههن على الزواج و ذلك في قول الرسول صلى الله عليه و سلم : "لا تُنكح البكرُ حتى تُستأذن" (صحيح البخاري) و هذا نص صريح دال على وجوب موافقة المرأة على زوجها و تحريم إجبارها عليه.
فقد جاءَتْ فتاةٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبي زوَّجَني ابنَ أخيهِ يرفَعُ بي خَسيسَتَه، فجعَلَ الأمرَ إليها (أي أمر فسخ عقد زواجها)، قالت: فإنِّي قد أجَزْتُ ما صنَعَ أبي، ولكنْ أردْتُ أنْ تَعلَمَ النِّساءُ ««أنْ ليس للآباءِ منَ الأمرِ شيءٌ»». ( تخريج المسند 25043 - صحيح)
اذن شرط صحة الزواج هو أن تبلغ الفتاة السن الذي تكون فيه اهلاً ان تستأذن
و قد تتساءل لماذا لم يجعل الإسلام من بلوغ المرأة الحيض شرطا لزواجها، و الإجابة على ذلك كما يلي :
لأن المرأة قد تبلغ الحيض و بالرغم من ذلك لا تكون قادرة على تحمل الجماع و بالتالي فإن زواجها فيه ضرر لها.
و ربما تكون المرأة قد تجاوزت العشرين و رغم ذلك لم تحض لأسباب مَرَضيَّة و بالرغم من ذلك فهي قادرة على تحمل الجماع فهل نحرمها من الزواج بسبب قاعدة فاسدة وضعناها من البداية !!. «««وهذا تفسير آية "واللائي لم يحضن" »»»
وخالف بعض الفقهاء بجواز ان يزوج ابنته الصغيرة
وهنا دعاة الالحاد ينشرون مثل هذه الحالات ولم يذكروا الشروط التي حددها الفقهاء لمثل هذه الحالة وهي:
١-ان زوجها غير الاباء وهي صغيرة فالنكاح مفسوخ ولايتوارثان والحكم فيه حكم النكاح الفاسد ولايقع فيه طلاق ولا ميراث.
٢-ليس معنى عقد الزواج آن تسلم الفتاة الصغيرة إلى زوجها حتى تبلغ السن المناسب للزواج وتبقى في بيت أبيها حتى تصل الى النضج ، وهذا الشرط ينسف الشبهة
أما الغاية من هذا الزواج هو في حالات خاصة كالحروب والفتن او الاب مصاب بمرض قاتل ويخاف على ابنته من التشرد والضياع من بعده ويحتاج الى من يصونها من بعده فيختار لها زوجا صالحا يرعاها أم تريدون أن يتركها تتشرد بالشوارع ولا تجد من يكفلها !! هل هذا أفضل بالنسبة لكم؟!
وهنا اجاز الفقهاء كتابة عقد الزواج فقط ولاتسلم الفتاة إلى زوجها الا بعد البلوغ او السن المناسب لهذا الزواج
والغريب ان بعض دعاة المسلمين منهم من حرم مثل هذه العقود كما ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث قال : "الأصل هو عدم جواز تزويج الرجل لابنته الصغيرة بغير إذنها لقول الرسول صلى الله عليه و سلم : "لا تُنكح البكر حتى تُستأذن" فلا يجوز تزويجها إلا عند بلوغ السن التي تكون فيها أهل للاستئذان و هذا هو الصحيح أن البنت لا تتزوج حتى تبلغ و إذا بلغت فلا يزوجها حتى ترضى لقوله تعالى : "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح"" (كتاب الشرح الممتع - ابن عثيمين).