الرد على شبهة تقبيل النبي لزبيبة الحسن


المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، خاتم النبيين ورحمة الله للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذه المقالة هي رد قاطع على شبهة واهية يروجها بعض النصارى، زاعمين أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل ذَكَر حفيده الحسن رضي الله عنه.

عرض الروايات المشكوك فيها

احتج المعترضون بعدة روايات، ونوردها مع بيان عللها:

الرواية الأولى: رواية الطبراني

ذكر الطبراني في "المعجم الكبير":

> [رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخدي الحسين وقبَّل زُبيبته].



علل الرواية:

1. قابوس بن أبي ظبيان في السند، وهو ضعيف.


2. ضعَّفه ابن سعد، والنسائي، وابن حبان.




الرواية الثانية: رواية ابن أبي الدنيا

أوردها في كتاب "العيال".

علل الرواية:

1. نفس ضعف قابوس بن أبي ظبيان.


2. إرسال ظبيان أبي قابوس، أي رواها عن النبي مباشرة دون ذكر الصحابي، مما يجعلها ضعيفة.




الرواية الثالثة: رواية البيهقي

ذكرها البيهقي في "السنن الكبرى".

علل الرواية:

1. ضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لسوء حفظه.


2. أشار البيهقي نفسه إلى ضعفها.




الرواية الرابعة: رواية ابن عساكر

أوردها ابن عساكر في "تاريخ دمشق".

علل الرواية:

1. اليمان بن سعيد المصيصي في السند، وهو ضعيف.


2. أشار ابن حجر الهيتمي إلى ضعفها.




الرواية الخامسة: رواية ابن عساكر الثانية

إسنادها يحتوي على محمد بن مزيد بن أبي الأزهر، وهو كذَّاب.

قال الخطيب البغدادي عنها:

> "هذا الحديث موضوع إسنادًا ومتنًا".




الرواية السادسة: رواية الإمام أحمد

ذكرها في "المسند".

علل الرواية:

1. ضعف عمير بن إسحاق.


2. أضعفها محققو المسند.




الرواية السابعة: رواية الحاكم في "المستدرك"

علل الرواية:

1. ضعف الخضر بن أبان الهاشمي.


2. ضعفه الحاكم وغيره.




آراء علماء الحديث في الروايات

اتفق علماء الحديث على ضعف جميع الروايات التي استدل بها النصارى، ومنهم:

الإمام مسلم: لا يحتج بالمرسل.

البيهقي: ضعف روايته بنفسه.

النووي، الألباني، ابن حجر، الذهبي، ابن الجوزي، السيوطي: جميعهم حكموا بضعف الروايات.

الخطيب البغدادي: وصف الرواية الأخيرة بأنها موضوعة.


لماذا ذكر العلماء هذه الروايات رغم ضعفها؟

لم يكن هدف علماء الإسلام جمع الصحيح فقط، بل جمعوا كل الروايات ثم تركوا لأهل العلم التحقق منها. ولهذا لا يُحتج بهذه الروايات الضعيفة.

الخاتمة

بعد استعراض الروايات وبيان عللها، يتضح أن الشبهة لا أساس لها من الصحة. وعليه، فإن هذه الروايات مردودة وغير معتمدة في الإسلام.

نسأل الله الهداية لمن يثير هذه الشبهات، وأن يرشدهم إلى الحق.


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة شتم القرآن الوليد بن المغيرة؟

دحض شبهات الملاحدة حول عدد المفاصل في جسم الإنسان