الرد على شبهة وجود خطأ علمي في الآية الكريمة (فكسونا العظام لحماً)

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ:
نص الشبهة
يقول الملحد لقد أخطأ قرآنكم في ذكر تخلق العضلات بعد العظام لان كليهما ينشآن من طبقة الميزوديرم (mesoderm) وبالتالي يتكونا في نفس الوقت ، فلا تسبق العظام تكون العضلات (اللحم) 
الرد:
ملحوظة قبل البداية : اللحم هو العضلات وليس الجلد فحين تشتري لحما من الجزار يعطيك من العضلات وليس من الجلد 
أولا سنتكلم عن تكوين الجنين :
تشارك ثلاث طبقات في تكوينه و هي : الاكتوديرم (ectoderm)و الميزوديرم (mesoderm) و الاندوديرم (endoderm)، و ما يهمنا في هذا الموضوع هي طبقة الميزوديرم التي تتكون منها العظام و العضلات.

ادعى الملحدون أن العظام و العضلات يتكونان في نفس الوقت بحجة أنهما يتكونان من نفس الطبقة، و لكنه لم يدرك أننا لو تتبعنا نمو أنسجة الجسم سنجد : القلب و الغدد التناسلية و الغضاريف و العظام و العضلات وغيرها وغيرها من الاعضاء (1)، و كل ذلك لا يتكون في نفس الوقت.
و نسأله : ما رأيك الآن؟! هل القلب يتكون مع الاعضاء التناسلية؟ هل الغدد تتكون مع العظام؟! هل الغضاريف تتكون مع العظام؟!
كل هذه الأنسجة تتكون من نفس طبقة الميزوديرم (mesoderm)، ولا تتكون في نفس الوقت فهذه حجة سخيفة تدل سطحية تفكيرك و معلوماتك ، فأنت تضع استنتاجا زائفا و أنت لست أهلا للاستنتاج اصلا.
على سبيل المثال، الغضاريف تتكون في منتصف الأسبوع الخامس (2) بينما العظام يبدأ تكوينها عند السادس، و العضلات ما بين منتصف السادس حتى الثامن. و هذا يعني أن الغضاريف تتكون من نفس الطبقة و لكن لا تتكون في نفس الوقت.
و إذا ما طلبت منهم مرجعا علميا لإثبات كلامهم هذا لا تجد إلا قولهم "يخرجان من نفس الطبقة، إذاً يخرجان في نفس الوقت!!!" وقد اثبتنا بطلان هذه الحجة

ثم لو سلمنا لكلامهم فهذا لا صلة له بمعنى الآية، فالآية تقول : فكسونا العظام لحما، "فكسونا" و بالتالي فالآية تتكلم عن مرحلة الكسو، اي مرحلة ارتباط العضلات بالعظام، و ليس مرحلة تكون العضلات نفسها.
لأن العضلات تتكون منفصلة وكذلك العظام منفصلة ثم بعد تكونهمها تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فالآية تتحدث عن عميلة الربط هذه وليس عن تكون العضلات نفسها
ولاحظ أن الله عز و جل ((لم)) يقل : ثم كسونا العظام لحماً !!، بل قال : فكسونا، و الفاء في اللغة تدل على السرعة في الفعل الذي يليها.

و لكن سنتنزل و نفترض أن الآية تتكلم عن تكوين العضلات.
هذا المرجع الواسع المتخصص في علم الأجنة (3) يذكر ان بداية تكون العظام يحدث عند بداية الاسبوع السادس فيقول حرفيا "at sixth week : mesenchymal condensation for appendicular skeletal bone" فنلاحظ هنا انه يتحدث عن عظم حقيقي "bone" بينما في الاسبوع السادس ايضا يحدث فقط بداية تكون الخلايا التي تشكل العضلات وليس العضلات نفسها فيقول حرفيا "segmental elaboration of somite myotome occurs at sixth week" بينما تشكل العضلات يظهر عند الاسبوع الثامن فيقول حرفيا "at eighth week : individual muscles develop" فهنا يتحدث عن عضلات حقيقية "muscles". في الأسبوع الثامن . فاذهبوا وحاكموا العالم صاحب هذا المرجع الطبي !! او لا تصدعوا رؤوسنا ، و على الرغم أن هذا ليس معنى الآية، و لكن لو اعتبرنا أنه معناها فنحن أيضا نمتلك الأدلة على أن خلايا العظام أسبق من حيث التمييز.
 
و إذا ما عدنا للمعنى الصحيح للآية نجدها تتكلم عن مرحلة الكسو أو مرحلة ارتباط العضلات بالعظام.
في موقع EHD , أحد المواقع المتخصصة في علم الأجنة، سنجده يقول أن تكون العظام يحدث ما بين الأسبوع السادس و الأسبوع السابع فيقول حرفيا "Bone formation begins between 6 and 7 weeks, starting with the clavicle..."(4)، يعني قبل السادس لا يحدث تكامل للعظام. و لنرَ هذا الحديث الموافق لهذه المعلومة الطبية، يقول رسول الله ﷺ : "إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة بعث الله إليها ملكا، فصورها و خلق سمعها بصرها و جلدها و لحمها و عظمها" (5)، و هذه الأعضاء كلها لا يكتمل نموها إلا بعد الأسبوع السادس، أي بعد الاثنتين و أربعين ليلة، و قبل ذلك لا يكتمل نموها. لدرجة أن الجلد يستمر في النمو إلى ما بعد الأسبوع الحادي عشر و لا يكتمل تكوينه قبل الأسبوع السادس أبداً ، ملحوظة: حرف الواو في الحديث السابق لا يفيد و لا يستلزم الترتيب، و إنما تدل على العطف فقط ، وهذا الحديث دليل على إختلاف الجلد عن اللحم وانهما ليسا شيئاً واحداً
ملحوظة : قد تجد اختلاف في موعد تكون الأنسجة من مرجع لمرجع آخر وذلك لإختلاف العينات المفحوصة لدى صاحب كل مرجع لذلك فقد تختلف في بعض الايام التقريبية .
 و بخصوص ارتباط العضلات بالعظام، نفس موقع يقول أنه بحلول منتصف الأسبوع السابع تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فيقول حرفيا "From 7 to 7½ weeks, tendons attach leg muscles to bones...."(6).
و بهذا يتبين لنا أن اللفظ القرآني دقيق جدا حين قال فكسونا، و لم يقل ثم كسونا.
"فكسونا" تدل على السرعة، و بالفعل كل الفرق بينهما أقل من نصف أسبوع. و هذا كله مثبت بأدلة علمية من مواقع طبية متخصصة في علم الأجنة ((كما وضحنا)).

من ناحية أخرى، نجد أن العضلة لها مبدأ و منتهى، مبدأ العضلة يُسمى المبدأ العظمي (origin)، أي الطرف المتصل بالعظام. فكيف يكون للعضلة مبدأ و منتهى (أطراف) (insertion) قبل تكون العظمة التي من المفترض أنها ركيزة صلبة تتصل بها العضلة لكي تؤدي وظيفتها(7).
و هذا إثبات بديهي سهل من ناحية أخرى، فلا يمكن أن تتصل العضلة بالعظم إن كانت العظام لم تتكون بعد.
وبذلك يتبين جهل وتدليس من يزعم بوجود خطأ علمي في هذه الآية ويتبين الإعجاز والسبق العلمي في القرآن الكريم وهو ما يؤكد وحيه من خالق هذا الانسان 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المراجع :
(1) https://www.researchgate.net/figure/Schematic-overview-of-the-development-of-different-organs-from-the-mesodermDuring-early_fig4_224037865
(2) https://www.ehd.org/dev_article_unit6.php
(3) Netter's Atlas of human Embryology ch:8 (musculoskeletal system)
(4) https://www.ehd.org/dev_article_unit7.php
صحيح مسلم 2645 (5)
(6) https://www.ehd.org/dev_article_unit8.php
(7) https://www.visiblebody.com/learn/muscular/muscle-movements

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على الشبهات حول زواج النبي ﷺ من السيدة صفية رضي الله عنها ؟؟

الرد على الشبهات حول زواج النبي ﷺ من أمنا زينب بنت جحش رضي الله عنها؟!

الرد على شبهة ملك يمين!!!