شبهة تكاثر البشر عبر زنا المحارم

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ:
منقول من صفحة العلم يؤكد الدين على فيسبوك:
◀ بسبب انهيار وتناقضات نظرية التطور، وبعد أن أصبح الملاحدة محط سخرية لكونهم يصدّقون أن أصلهم مشترك مع الشامبانزي، لم يكن لهم سوى "الهجوم" بغرض "الدفاع"، واختلقوا شبهة للطعن في قصة الخلق عن علم وإرادة وحكمة، فقالو: أنتم أصلكم آدم وحواء، أي أنتم أبناء زنا المحارم بين أبناء آدم، والإسلام يحرّم الزنا!

الرد على هذه الشبهة التي لا أساس لها أصلا من عدة أوجه: 

🔽أولا: لم يثبت في القرآن والسنة النبوية الصحيحة نص واحد يبين أن أبناء آدم حدث تزاوج بينهم و إنما كل ما ورد من زواج أبناء آدم موجود في كتب الإسرائيليات و لا يوجد نص صريح في الكتب الإسلامية على ذلك و التحقيق في الأحاديث يبين لنا أسماء قابيل وهابيل هي من الإسرائيليات أما في القرآن جاء بلفظ: (ابني آدم)، قال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [1].
فلا يوجد دليل على كيفية تكاثر أبناء آدم في القرآن ولا في السنة.

أما كلامنا عن هذه المسألة في الإسلام أن المشهور بين علماء الإسلام هو ما روى ابن جرير الطبري بإسناده عن السدي: "عن السُّدِّي، فيما ذكر عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مُرَّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (وكان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام البطن الآخر)" [2].
وإن كانت المصادر المعتمدة هي كتب أهل الكتاب فليس في ذلك ما يعارض العقل السليم أصلا لأنه لم يحدث زواج بين الاخوة الأشقاء.

🔽ثانيا: السؤال هذا يتمحور حول مقدمتين مركزيتين، وهي:

◾المقدمة الأولى: البداية: و هي أننا من سلالة آدم، وهذه فكرة صحيحة من الناحية المنطقية والعقلية.

◾المقدمة الثانية : النتيجة: وهي القول أننا أبناء زنا المحارم وهذه الفكرة خاطئة محضة، لأن مصطلح (زنا المحارم) ظهر مع التشريع الإسلامي ولم نسمع بهذا المصطلح من قبل فصاحب الشبهة مطالب بأن يشرح لنا من أين جاء بمصطلح الزنا قبل أن يسأل؟ فلا يصح قياس الحادث على المتقدم بحيث في البداية لم يكن هناك أجناس مختلفة بينما اليوم عكس ذلك.

والأحكام الشرعية جاءت لتحقيق مصالح البشرية و تنظيم أمور حياتهم فلا يحرم الله شيئا إلا لاحتواءه على المفاسد و لا يحلل شيئا إلا فيه منفعة ومصلحة لنا، فمن حكمة الله في ذلك تولي حفظ النسل البشري من الانقراض والاختلاط وإلا لكنا اليوم في خبر كان، "فكان شريعة آدم عليه السلام؛ أن بطون حواء كانت بمنزلة الأقارب الأباعد، وحكمته تعذر التزوج، فاقتضت مصلحة بقاء النسل تجويز ذلك" [3ُ].

🔽ثالثا : لو سلمنا بكل ما يهاجمون به الإسلام و أننا تطورنا حقا فالملاحدة يقعون في عدة مآزق:

أ- زنا المحارم مصطلح ديني ظهر مع الدين الإسلامي؛ فبأي مبدأ ينتقدون الزنا والإحاد يجد مشكلة في ذلك إذ أنه يبيح زنا المحارم اليوم على لسان مروجيه وعرّابيه في العالم.

ب- الالحاد ليس فيه مبدأ للزواج ولا تنظيم للعلاقات لانتقاد زواج أبناء آدم عليه السلام، فعلى أي مبدأ أخلاقي وعلى أي أساس يتكلمون عن الزواج؟

ج- لو كانت البشرية فعلا من أصل مشترك مع القردة فبمن تزوج جدهم القرد الأكبر؟ أليس بأخته التي حدثت لها نفس الطفرات؟ فإذا كانو يقبلون انهم نتيجة تزاوج قرد متطور مع اخته القردة المتطورة فلماذا يرفضون زواج أبناء آدم الغير الأشقاء أصلا؟

د- حسب المنظور التطوري لا يجد الملحد المادي تفسيرا ماديا للأخلاق لذا يقول الملحدون إننا من أصل الحيوانات فهل سينكر الملحدون نظرية التطور التي جاء بها البشر؟!

- يصرح الدكتور يوجين مكارثي عالم الوراثة الأمريكي 
"تطور البشر بعد أن تزاوجت شمبانزي أنثى مع خنزير ذكر" [4]

- بل ذهب الداروينين لابعد من هذا ليقرّروا بأننا من سلف ديدان. [5]

🔽رابعا : من الناحية العلمية: زواج المحارم في الجيل الثاني يترتب عليه أمراض وراثية والجواب على هذا بكل بساطة أن آدم خلقه الله بيديه فأين الصفات الوراثية السيئة لينقلها آدم لأبنائه ؟!

المصادر:
[1] سورة المائدة الآية 27
[2] تفسير الطبري (8 / 322) 
[3] دليل الفالحين (2 / 448)
[4] http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-2515969/Humans-evolved-female-chimpanzee-mated-pig-Extraordinary-claim-American-geneticist.html
[5] https://www.sciencedaily.com/releases/2010/02/100201101905.htm

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على الشبهات حول زواج النبي ﷺ من السيدة صفية رضي الله عنها ؟؟

الرد على الشبهات حول زواج النبي ﷺ من أمنا زينب بنت جحش رضي الله عنها؟!

الرد على شبهة ملك يمين!!!